30 Jan, 2025

توقعات الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية والبريطانية وتأثيرها على زوج اليورو/دولار

توقعات الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية والبريطانية وتأثيرها على زوج اليورو/دولار

تتجه أنظار الأسواق العالمية هذا الأسبوع صوب بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة، والتي ستكون حاسمة في رسم مسار حركة الأسعار. وتشير التوقعات إلى تراجع طفيف في معدل التضخم السنوي إلى 2.9% خلال شهر فبراير، مقارنةً بـ 3.4% في يناير الماضي.

ويُظهر المسار العام للتضخم في الولايات المتحدة مؤشرات إيجابية على تباطؤ وتيرة ارتفاع الأسعار، حيث استقر مؤشر أسعار المستهلكين ضمن نطاق ضيق بين 3% و 3.5% خلال الأشهر الأخيرة، مُقترباً بذلك من الهدف الذي حدده الاحتياطي الفيدرالي عند 2%.

وكان جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، قد أشار في تصريحاته الأخيرة خلال اجتماع يناير إلى أن استمرار التراجع الإيجابي في معدلات التضخم لمدة ستة أشهر سيُمثل دافعاً للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) للبدء في خفض أسعار الفائدة، مما يُرجح إمكانية حدوث أول تحول في السياسة النقدية بحلول اجتماع مايو 2024.

وعلى صعيد التضخم الشهري، يُتوقع أن يتباطأ من 0.3% إلى 0.2% في فبراير، وهو ما يُعتبر مؤشراً مشجعاً. ومع ذلك، من غير المتوقع حدوث تغيرات جوهرية في مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المُتقلبة، عند صدور البيانات يوم الثلاثاء الموافق 13 فبراير.

التضخم البريطاني: تحديات مستمرة لبنك إنجلترا

يُواصل التضخم في المملكة المتحدة تحديه لأهداف بنك إنجلترا، حيث تُشير التوقعات إلى ارتفاعه إلى 4.1% على أساسٍ سنوي في بيانات شهر فبراير المُنتظرة يوم 14 من الشهر الجاري، مُرتفعاً بذلك عن مُعدل 4.0% المُسجل في يناير. ويُمثل هذا الارتفاع ضغطاً إضافياً على الاقتصاد البريطاني الذي يُعاني بالفعل من تحدياتٍ مُتعددة.

The UK inflation graph reflects the price growth slowdown
يُظهر الرسم البياني للتضخم في بريطانيا تباطؤًا في ارتفاع الأسعار

ورغم أن المُخطط البياني لمُعدل التضخم في المملكة المتحدة يُظهر تباطؤاً في وتيرة ارتفاع الأسعار مُؤخراً، إلا أن المُستويات الحالية لا تزال مرتفعةً بشكلٍ يمنع بنك إنجلترا من خفض أسعار الفائدة في الوقت الراهن.

ويُواجه بنك إنجلترا مُعضلةً مُتزايدة التعقيد في ظل التباطؤ المُلحوظ للاقتصاد البريطاني، حيث تُشير التوقعات إلى انكماشٍ طفيف بنسبة 0.2% في بيانات النمو المُرتقبة يوم الخميس 15 فبراير، مما يُنذر بدخول الاقتصاد في حالة ركود تقني حال استمرار الانكماش للشهر الثاني على التوالي.

وتُضع هذه الظروف بنك إنجلترا في موقفٍ صعب، حيث يتعين عليه الموازنة بين كبح جماح التضخم الذي لا يزال أعلى من المُستهدف، ودعم الناتج المحلي الإجمالي الذي يُعاني من ضعفٍ مُلفت، بل وربما انكماش.

وفي اجتماع يناير الماضي، ظهرت بوادر انقسامٍ داخل اللجنة التوجيهية لبنك إنجلترا حول مُستقبل السياسة النقدية، حيث تحول أحد الأعضاء إلى موقفٍ مُحايد، بينما صوّت اثنان لصالح خفض أسعار الفائدة، في مُقابل ستة أعضاء آخرين أيدوا الإبقاء على السياسة الحالية دون تغيير.

تأثير بيانات التضخم على سوق العملات الأجنبية

يُراقب سوق العملات الأجنبية عن كثب بيانات التضخم في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الأسبوع، لما لها من تأثيرٍ مُحتمل على مسار السياسات النقدية وتوجهات أسعار صرف العملات.

في الولايات المتحدة، تُشير التوقعات إلى انخفاض التضخم السنوي إلى 2.9%، وهو ما يُرجح معه استمرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سياستها الحالية دون تغيير حتى ربيع عام 2024. وبالتالي، فإنه على الرغم من توقع بعض التقلبات في أسعار العملات مع صدور بيانات التضخم، إلا أنه من غير المُرجح حدوث تحولات جذرية في قيمة الدولار الأمريكي.

ومع ذلك، فإن أي تباطؤٍ أسرع من المُتوقع في التضخم الأمريكي، واقترابه من هدف الاحتياطي الفيدرالي، قد يُضعف الدولار الأمريكي، حيث يُمكن أن يُعيد المُستثمرون تقييم توقعاتهم بشأن توقيت أول خفضٍ لأسعار الفائدة في عام 2024. وعلى العكس من ذلك، فإن أي مُفاجأةٍ سلبية في بيانات التضخم الأمريكية قد تُعزز الدولار، حيث يُمكن أن يدفع ذلك الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل أي خططٍ لتخفيف سياسته النقدية.

أما بالنسبة للمملكة المتحدة، فإن التوقعات تُشير إلى ارتفاعٍ طفيفٍ في مُعدل التضخم، مما قد يُؤخر بدء دورة التيسير النقدي من قِبل بنك إنجلترا. وفي المُقابل، فإن أي قراءةٍ أقل من 4.0% لمؤشر أسعار المستهلكين قد تُضعف الجنيه الإسترليني، حيث قد يُفسر ذلك على أنه إشارةٍ مُحتملة لاقتراب بنك إنجلترا من خفض أسعار الفائدة.

تحليل يومي لزوج اليورو/الدولار الأمريكي:

يواصل زوج اليورو/الدولار الأمريكي مساره الهبوطي تحت ضغطٍ متجدد، متأثراً بتداولاته أسفل خط الاتجاه الهابط الرئيسي. ويبدو أن قوة الدولار الأمريكي مستمدة من موقف الاحتياطي الفيدرالي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي الذي يعزز من جاذبية الدولار كملاذٍ آمن في ظل حالة عدم اليقين السائدة.

يُشكل مستوى 1.0750 دعمًا هامًا، وفي حال إغلاق اليوم بتكوين شمعة “ابتلاع هبوطي”، فمن المرجح استمرار التراجع نحو هذا المستوى، مع احتمال الوصول إلى مستوى دعم 1.0500 في حالة كسره.

تحليل لكل ساعة لزوج اليورو/الدولار الأمريكي:

يُظهر الرسم البياني على مدار الساعة لزوج اليورو/الدولار الأمريكي نطاقًا تداولياً ضيقاً محصوراً بين خط الاتجاه الهابط الممتد من الأطر الزمنية الأكبر ومستوى الدعم عند 1.0766، مشكلاً بذلك نموذج “المثلث الهابط”. ينصح المتداولين على المدى القصير بمراقبة هذه المستويات الرئيسية بدقة. من المتوقع أن يستمر التداول ضمن هذا النطاق الضيق خلال اليوم وحتى الغد، إلى حين صدور بيانات اقتصادية مؤثرة قد تحفز أحجام تداول أكبر وتكسر حالة الجمود الحالية.

تحليل على إطار العشر دقائق لزوج اليورو/الدولار الأمريكي:

يشهد زوج اليورو/الدولار الأمريكي حالياً اختباراً لمستوى الدعم عند 1.0772. وقد لوحظ ارتداد طفيف من هذا المستوى، مما يشير إلى إمكانية ارتفاعٍ محدود نحو 1.0782 خلال الساعات القادمة. مع ذلك، في حال فشل هذا الارتداد، فمن المحتمل أن يتجدد الضغط الهبوطي ليستهدف مستوى الدعم الأقوى عند 1.0766 المُلاحظ على الرسم البياني الساعي. يتطلب الأمر حذراً من قبل المتداولين على المدى القصير جداً في ظل هذه التقلبات السريعة.

شارك
موصى به
لقد قمت بالاشتراك في النشرة الإخبارية بنجاح