تُعد أنماط الرسوم البيانية، والمعروفة أيضاً بالنماذج البيانية، من الأدوات التحليلية الفنية واسعة الانتشار بين المتداولين المحترفين. وعلى الرغم من سهولة تعلمها واستيعابها، إلا أنها تتمتع بفعالية كبيرة. تتيح هذه الأنماط للمتداولين تحديد فرص التداول المتنوعة في مختلف ظروف السوق، سواء كانت تستهدف استغلال الاتجاهات المستمرة أو توقع فرص الانعكاس والتصحيح. من خلال قراءة هذا المقال، ستتعرف على أساسيات أنماط الرسوم البيانية في التداول، بالإضافة إلى أهم الأنماط التي يمكنك تطبيقها فورًا لتعزيز استراتيجيتك التداولية.

جاهز لبدء التداول؟ انضم إلى بينولا اليوم واستمتع بتجربة تداول فائقة الجودة ومنصة متطورة!

النقاط الرئيسية

• تعتمد أنماط الرسوم البيانية على مفهوم التكرار التاريخي للتحليل الفني.
• يمكن لجميع أنواع المثلثات في التداول أن تعطي إشارات لكلا الجانبين بغض النظر عن أنواعها.
• يمكن للأنماط البيانية أن تتوقع كلاً من انعكاس الاتجاه واستمراره اعتمادًا على تكوين معين.
• التأكيد هو المفتاح عند التداول باستخدام الأنماط البيانية.
• سيساعدك استخدام أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح على التحكم بشكل أفضل في أموالك وتخطيط جلسات التداول الخاصة بك.
• يمكن استخدام أنماط الرسوم البيانية لكل من العقود مقابل الفروقات (CFD) والخيارات الرقمية.

أساسيات أنماط الرسوم البيانية

يستند التحليل الفني إلى ثلاثة مبادئ أساسية، أحدها هو “التاريخ يعيد نفسه”. هذا المبدأ هو الأساس الذي تقوم عليه دراسة أنماط الرسوم البيانية. جميع الأنماط الرسومية التي سيتم تناولها في هذا المقال مبنية على هذا المبدأ.

ماذا يعني ذلك عمليًا؟ ببساطة، يشير إلى أن أي نمط ظهر في الرسم البياني في الماضي، من المرجح أن يتكرر ظهوره في المستقبل. على سبيل المثال، عندما يظهر نمط المثلث المتماثل على الرسم البياني، فذلك لأن المشاركين في السوق قد لاحظوا هذا التكوين سابقًا وأطلقوا عليه اسم “مثلث متماثل”. ينطبق هذا المبدأ على جميع أنماط الرسوم البيانية الأخرى. فبمجرد التعرف على هذه الأنماط في الرسوم البيانية، يبدأ المتداولون في استخدامها على نطاق واسع لاتخاذ قرارات التداول.

أمر أساسي آخر يجب فهمه هو أن كل نمط رسم بياني يعكس معنويات السوق. فسواء كنت تتداول نمط القاع المزدوج أو نمط الرأس والكتفين، يمكن لهذه الأنماط أن تكشف الكثير عن معنويات السوق الحالية أكثر مما تتوقع. والآن بعد أن تعرفت على المفهوم الأساسي لأنماط الرسوم البيانية، حان الوقت لإلقاء نظرة على التكوينات الأكثر شيوعًا في التداول.

دليل التداول باستخدام أنماط الرسوم البيانية

قبل الخوض في تفاصيل الأنماط وأمثلتها، من الضروري استيعاب بعض القواعد الأساسية حول كيفية استخدام هذه التكوينات بفعالية:

1. ابدأ بالتركيز: تعلم وتعمق في فهم 3 إلى 4 أنماط رسوم بيانية لتتمكن من التعرف عليها بسهولة وسرعة على الرسوم البيانية المختلفة.
2. فحص الرسوم البيانية: قم بمسح الرسوم البيانية لمجموعة متنوعة من الأصول المالية بحثًا عن الأنماط التي أصبحت بارعًا في تحديدها.
3. انتظار الإشارة: بمجرد تحديد نمط معين، تحلى بالصبر وانتظر ظهور إشارة تأكيد لاكتمال النمط وبدء الحركة المتوقعة.
4. تعزيز التأكيد: لزيادة موثوقية أي نمط رسم بياني، قم بتعزيز تحليلك باستخدام أدوات تحليل فني إضافية، مثل المؤشرات الفنية أو أنماط الشموع اليابانية، للحصول على تأكيد إضافي.
5. تنفيذ الصفقة: بعد الحصول على تأكيد كافٍ للنمط، قم بفتح مركز التداول الخاص بك بناءً على الإشارة المتولدة.
6. إدارة المخاطر: لا تهمل أبدًا أهمية تحديد أمر إيقاف الخسارة بشكل مناسب لحماية رأس مالك والحد من المخاطر المحتملة للصفقة.
7. جني الأرباح: راقب الصفقة عن كثب وانتظر حتى يتحقق الهدف الربحي المحدد مسبقًا، ثم قم بإغلاق الصفقة. بدلاً من ذلك، يمكنك استخدام أمر جني الأرباح لإغلاق الصفقة تلقائيًا عند الوصول إلى الهدف المحدد.

الآن بعد أن تعرفت على المبادئ الأساسية للتداول باستخدام أنماط الرسوم البيانية، لننتقل إلى استكشاف بعض التكوينات الأكثر شيوعًا، بدءًا بالمثلث المتماثل.

المثلث المتماثل: دليل الاستخدام

المثلث المتماثل هو نمط رسومي شائع نسبيًا يمثل حالة من التردد وعدم الحسم في السوق. يتميز هذا النمط بتقارب خطي اتجاه نحو نقطة مشتركة. يمكن أن يشير المثلث المتماثل إلى استمرار الاتجاه الحالي أو انعكاسه اللاحق. من المستحسن تجنب التداول داخل نطاق المثلث المتماثل، حيث تتقلص المسافة بين خطي الاتجاه تدريجيًا، مما يزيد من صعوبة التداول. بدلاً من ذلك، يجب على المتداولين انتظار حدوث كسر سعري واضح لأحد خطي الاتجاه قبل اتخاذ قرار الدخول في الصفقة. غالبًا ما تظهر المثلثات المتماثلة قبيل صدور الإعلانات الاقتصادية الهامة أو الأحداث الكلية المؤثرة، حيث يسيطر الترقب والحذر على السوق بشأن النتائج المحتملة. في هذه الأوقات، يميل المتداولون إلى وضع أوامر بيع وشراء بأحجام تداول منخفضة نسبيًا، مما يساهم في تقليل التقلبات السعرية داخل المثلث قبل الكسر الحاسم.

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

تعتبر استراتيجية الشراء عند الاختراق الصعودي والبيع عند الاختراق الهبوطي من الاستراتيجيات الفعالة عند تداول المثلثات المتماثلة في أسواق الفوركس والعقود مقابل الفروقات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمتداولين الاستفادة من أوامر الحد لتنفيذ الصفقات بشكل مسبق. على سبيل المثال، في حالة توقع ارتفاع السعر بعد اختراق المثلث المتماثل للأعلى، يمكن وضع أمر “شراء مع وقف” (Buy Stop Order) أعلى خط الاتجاه العلوي للمثلث. وبالمثل، إذا كان السيناريو المتوقع هو انخفاض السعر بعد الاختراق الهبوطي، يمكن اختيار أمر “بيع مع وقف” (Sell Stop Order) أسفل خط الاتجاه السفلي.

فيما يتعلق بإدارة المخاطر، يمكن للمتداولين تحديد مستويات إيقاف الخسارة (Stop Loss) ووضع أوامر إيقاف الخسارة داخل المثلث المتماثل، في الاتجاه المعاكس للحركة السعرية المتوقعة بعد الكسر. أما بالنسبة لتحديد الأهداف الربحية (Profit Targets)، فيمكن تقديرها بناءً على قياس المسافة الرأسية بين خط الاتجاه العلوي والسفلي للمثلث عند نقطة البداية أو أوسع جزء من المثلث.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

في تداول الخيارات الرقمية، يمكن للمتداولين الاستفادة من المثلثات المتماثلة لتحديد اتجاه حركة السعر المتوقعة بعد الكسر. فعند حدوث اختراق صعودي للمثلث المتماثل وترك السعر للنموذج من الأعلى، يمكن لمتداول الخيارات الرقمية شراء عقد “أعلى” (Higher Option) توقعًا لمزيد من الارتفاع. وعلى العكس من ذلك، إذا حدث كسر هبوطي للمثلث المتماثل وتحرك السعر أسفل خط الاتجاه السفلي، يمكن للمتداول شراء عقد “أقل” (Lower Option) تحسبًا لمزيد من الانخفاض.

المثلثات الهابطة: خصائص واستراتيجيات التداول

تختلف المثلثات الهابطة عن المثلثات المتماثلة في تكوينها، حيث تتميز المثلثات الهابطة بوجود خط اتجاه هابط واحد يمثل الحد العلوي للنموذج، بينما يشكل خط دعم أفقي الحد السفلي. تعتبر المثلثات الهابطة أنماطًا فنية ذات دلالة هبوطية في الغالب، مما يشير إلى أن الاحتمالية الأكبر هي كسر السعر للحد السفلي (خط الدعم) والتحرك نحو الأسفل. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أنه في بعض الحالات الاستثنائية، قد يحدث اختراق صعودي للمثلث الهابط، مما يستدعي إدارة المخاطر بحذر.

يكمن المنطق الأساسي وراء النزعة الهبوطية للمثلثات الهابطة في أن خط الاتجاه الهابط المتشكل في الجزء العلوي من النموذج يعكس سلسلة من القمم السعرية المنخفضة المتتالية. يشير هذا إلى تضاؤل قدرة المشترين على دفع الأسعار لتكوين قمم جديدة، بينما يحافظون على مستوى الدعم الأفقي. في نهاية المطاف، يزداد الضغط البيعي ويتغلب البائعون على قوة الدعم، مما يؤدي إلى دفع السعر للأسفل بقوة أسفل خط الدعم. يعتبر كسر خط الدعم في المثلث الهابط إشارة قوية للدخول في صفقات بيع.

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

تجنب التداول داخل المثلث الهابط بشكل عام. ولكن، بمجرد حدوث كسر هبوطي وتحرك السعر بوضوح أسفل خط الدعم، يمكنك فتح صفقة بيع على زوج العملات، أو العملة المشفرة، أو الأسهم، أو أي أصل مالي آخر يتم تداوله. لإدارة المخاطر، قم بتحديد مستوى إيقاف الخسارة (Stop Loss) ووضعه أعلى خط الدعم مباشرةً. أما بالنسبة للهدف الربحي (Take Profit)، فيمكن تحديده بتقدير المسافة الرأسية بين أعلى وأدنى نقطة في المثلث الهابط عند بدايته، وتطبيق هذه المسافة كمسافة مستهدفة للتحرك السعري الهبوطي بعد الكسر.

يمكن للمتداولين أيضًا استخدام أمر “بيع مع وقف” (Sell Stop Order) لتداول المثلثات الهابطة بشكل فعال. يتم وضع أمر البيع مع وقف أسفل مستوى الدعم مباشرةً، وعندما يكسر السعر مستوى الدعم ويتجاوزه، يتم تفعيل الأمر تلقائيًا وفتح صفقة البيع. في حال تغير السيناريو وتحرك السعر صعودًا بدلاً من الهبوط، يمكن إلغاء أمر البيع مع وقف ببساطة، وفي هذه الحالة، قد يكون من المناسب التفكير في فرص شراء الأصل بدلاً من البيع.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

نظرًا لأن المثلث الهابط يعتبر نمطًا ذا دلالة هبوطية في الغالب، فإن الاستراتيجية الأكثر شيوعًا في تداول الخيارات الرقمية هي شراء عقود “أقل” (Lower Options). بمجرد حدوث كسر هبوطي واضح وتحرك السعر تحت مستوى الدعم، يمكن الضغط على زر “أقل” لتنفيذ الصفقة. ومع ذلك، يجب أن يكون المتداولون على دراية باحتمالية حدوث اختراقات صعودية غير متوقعة. فإذا حدث اختراق صعودي عكس التوقعات وتحرك السعر فوق الخط العلوي للمثلث الهابط، فقد يكون من المناسب تعديل الاستراتيجية وشراء عقد “أعلى” (Higher Option) بدلاً من “أقل”.

المثلثات الصاعدة: خصائص واستراتيجيات التداول

المثلث الصاعد هو نوع آخر هام من أنماط الرسوم البيانية، يعكس المثلث الصاعد خصائص معاكسة للمثلث الهابط. في المثلث الصاعد، يمثل الخط السفلي خط اتجاه صاعد، بينما يشكل الخط العلوي مستوى مقاومة أفقي. بشكل عام، تشير المثلثات الصاعدة إلى نزعة صعودية في السوق واحتمالية استمرار الاتجاه الصاعد. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى السيناريوهات الاستثنائية التي قد يخرج فيها السعر من المثلث الصاعد عبر خط الاتجاه الصاعد السفلي، مما قد يشير إلى بداية اتجاه هبوطي جديد.

على غرار أنواع المثلثات الأخرى، يعكس المثلث الصاعد حالة من الترقب وعدم اليقين في السوق بشأن التقلبات السعرية المستقبلية. تتميز المثلثات الصاعدة بتقارب نطاق التداول تدريجيًا، حيث تتقلص التقلبات السعرية مع مرور الوقت، وفي نهاية المطاف، يميل السعر إلى الخروج من نطاق المثلث بحركة سعرية قوية وواضحة. 

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

لتداول المثلثات الصاعدة بفعالية في أسواق الفوركس والعقود مقابل الفروقات، ينبغي انتظار حدوث الاختراق الصعودي الحاسم لمستوى المقاومة الأفقي. كما ذكرنا سابقًا، تشير المثلثات الصاعدة في الغالب إلى زيادة احتمالية استمرار الاتجاه الصعودي السائد. وبالتالي، عند تأكيد الاختراق الصعودي، يمكن للمتداولين فتح صفقات شراء بهدف الاستفادة من الحركة الصعودية المتوقعة. ولتبسيط عملية التداول وأتمتتها، يمكن استخدام أمر “شراء مع وقف” (Buy Stop Order) ووضعه مسبقًا أعلى مستوى المقاومة مباشرةً. عندما يخترق السعر مستوى المقاومة ويتحرك صعودًا، يتم تفعيل أمر الشراء مع وقف تلقائيًا، مما يضمن عدم تفويت الحركة الصعودية القوية والسريعة.

فيما يتعلق بإدارة المخاطر، يُنصح بوضع أوامر إيقاف الخسارة (Stop Loss) بشكل احترافي أسفل مستوى المقاومة المخترق مباشرةً. أما بالنسبة لتحديد الأهداف الربحية (Take Profit)، فيمكن تقديرها بقياس الارتفاع الرأسي للمثلث الصاعد عند نقطة البداية أو أوسع جزء منه، ومن ثم تطبيق هذه المسافة كمسافة مستهدفة للتحرك السعري الصعودي بعد الاختراق.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

يمكن لمتداولي الخيارات الرقمية الاستفادة من المثلثات الصاعدة بشكل أساسي لشراء عقود “أعلى” (Higher Options). يتم تنفيذ الصفقة بمجرد تأكيد الاختراق الصعودي لمستوى المقاومة وتحرك السعر بوضوح فوقه. ومع ذلك، يجب أن يكون المتداولون على دراية باحتمالية حدوث سيناريوهات استثنائية ونادرة، فإذا حدث كسر هبوطي غير متوقع وتحرك السعر تحت خط الاتجاه الصاعد السفلي للمثلث الصاعد، فقد يكون من المناسب تعديل الاستراتيجية وشراء عقد “أقل” (Lower Option) بدلاً من “أعلى”، على الرغم من أن هذا السيناريو أقل ترجيحًا.

أنماط الأعلام والرايات: تكوينات استمرارية الاتجاه الشائعة

تعتبر أنماط الأعلام والرايات من بين أكثر الأنماط الرسومية شيوعًا وتكرارًا في التداول، حيث يمكن رصدها بشكل متواتر على مختلف الرسوم البيانية للأصول المالية. تتميز أنماط العلم والراية بكونها تكوينات استمرارية للاتجاه السائد، مما يعني أنه عند تحديد أحد هذه الأنماط على الرسم البياني، يمكن توقع استمرار حركة السعر في نفس الاتجاه الذي كان سائداً قبل تشكل النمط. يوجد نوعان رئيسيان من أنماط الأعلام والرايات في التداول:

• الأعلام والرايات الصعودية (Bullish Flags and Pennants): تظهر هذه الأنماط عادةً بعد حركة اتجاه صعودي قوية وسريعة، وتمثل فترة توقف أو تصحيح سعري قصير الأجل في الاتجاه الصعودي العام. بمجرد انتهاء فترة التصحيح وتكوّن العلم أو الراية الصعودية، تظهر إشارة جديدة لاستئناف الشراء على زوج العملات، أو الأسهم، أو العملات المشفرة، تأكيدًا على استمرار الاتجاه الصعودي.
• الأعلام والرايات الهبوطية (Bearish Flags and Pennants): تتشكل هذه الأنماط في منتصف الاتجاه الهبوطي، وتمثل فترة توقف مؤقتة أو توحيد سعري في سياق الاتجاه الهبوطي الأوسع. عندما يكتمل هذا التوحيد وتتشكل الراية أو العلم الهبوطي، تصبح إشارة البيع هي الإشارة السائدة، ويمكن للمتداولين فتح صفقات بيع على زوج العملات، أو الأسهم، أو العملات المشفرة، استعدادًا لاستمرار الحركة الهبوطية.

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

لتداول نمط العلم الهابط بفعالية، يجب أولاً الانتظار حتى يكتمل تشكل النمط بشكل كامل. كما هو موضح، يتكون العلم الهابط بعد حركة اتجاه هبوطي قوية، حيث يبدأ السعر بعد ذلك في تكوين حركة تصحيحية صعودية مؤقتة، تأخذ شكل قناة سعرية ضيقة أو مستطيل مائل للأسفل. بمجرد حدوث كسر هبوطي حاسم وتحرك السعر أسفل الحد السفلي للعلم الهابط، تصبح إشارة البيع مؤكدة، ويمكن فتح صفقة بيع على الأصل المالي. لإدارة المخاطر بشكل فعال، يُنصح بتحديد مستوى إيقاف الخسارة (Stop Loss) ووضعه مباشرةً أعلى الحد العلوي للعلم الهابط. أما بالنسبة للهدف الربحي (Take Profit)، فيمكن تقديره بقياس المسافة الرأسية لسارية العلم (أي طول الحركة الهبوطية السابقة لتشكل العلم)، ومن ثم تطبيق هذه المسافة كمسافة مستهدفة للتحرك السعري الهبوطي المتوقع بعد الكسر.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

لتنفيذ صفقة خيارات رقمية بناءً على نمط العلم الهابط، من الضروري انتظار تأكيد الاختراق الهبوطي للنمط. بمجرد خروج السعر من النطاق السفلي للعلم الهابط وتحركه بوضوح للأسفل، يمكن فتح عقد “أقل” (Lower Option) توقعًا لاستمرار الحركة الهبوطية.

يُعد العلم الصعودي نمطًا آخر من أنماط استمرار الاتجاه، ويتيح للمتداولين اقتناص فرص الشراء على أزواج العملات، أو العملات المشفرة، أو الأسهم، أو أي أصول مالية أخرى عند استئناف الحركة الصعودية. يتشكل هذا النمط في منتصف الاتجاه الصعودي القائم، ويعكس فترة توقف مؤقتة أو تصحيح سعري قصير الأجل، مما يوفر للمتداولين فرصة لتوقع استمرار الاتجاه الصعودي وتطوره اللاحق في حركة السعر.

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

يمثل العلم الصعودي بحد ذاته حركة تصحيحية مؤقتة تعترض مسار الاتجاه الصعودي. للاستفادة من هذا النمط، يجب على المتداولين الاستعداد لفتح صفقات شراء بمجرد خروج السعر من نطاق العلم الصعودي وتحركه للأعلى. لتنفيذ صفقة الشراء بشكل مثالي، يُنصح بالانتظار حتى إغلاق الشمعة التي تخترق الحد العلوي للعلم الصعودي وتغلق فوقه. يعتبر إغلاق الشمعة فوق الحد العلوي تأكيدًا قويًا على اكتمال تشكل العلم الصعودي واستعداد السعر لمواصلة الصعود.

لإدارة المخاطر بفعالية في صفقات العلم الصعودي، يُوصى بتحديد مستوى إيقاف الخسارة (Stop Loss) ووضعه أسفل الحد السفلي للعلم الصعودي مباشرةً، أو أسفل الشمعة التي أكدت الاختراق الصعودي. أما بالنسبة لتحديد الأهداف الربحية (Take Profit)، فيمكن تقديرها بقياس المسافة الرأسية لسارية العلم (وهي الجزء الأول من الاتجاه الصعودي الذي يسبق تشكل العلم)، ومن ثم تطبيق هذه المسافة كمسافة مستهدفة للتحرك السعري الصعودي المتوقع بعد الاختراق.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

لشراء عقد “أعلى” (Higher Option) في الخيارات الرقمية بناءً على نمط العلم الصعودي، يجب الانتظار حتى يخترق السعر الحد العلوي للعلم الصعودي ويتحرك فوقه. يكمن الاختلاف الرئيسي في استخدام أنماط الأعلام بين تداول الفوركس والعقود مقابل الفروقات وتداول الخيارات الرقمية في عنصر التأكيد. ففي تداول الخيارات الرقمية، عند شراء عقد “أعلى” بناءً على العلم الصعودي، ليس من الضروري انتظار تأكيد إغلاق الشمعة المخترقة. بدلاً من ذلك، يمكن ببساطة شراء العقد مباشرةً بناءً على الزخم الصعودي القوي الذي يظهر فور حدوث الاختراق.

القاع المزدوج

يتكون نمط القاع المزدوج من تشكل قاعين متتاليين متقاربين في المستوى السعري، يفصل بينهما قمة سعرية محلية واضحة. في هذا النمط، يختبر السعر أولاً مستوى دعم رئيسي ويتراجع منه صعودًا ليلامس مستوى مقاومة، مُشكلاً القاع الأول. بعد ذلك، يهبط السعر مرة أخرى لاختبار مستوى الدعم نفسه تقريبًا، مُشكلاً القاع الثاني. وأخيرًا، يعود السعر للارتفاع مرة أخرى، ولكن هذه المرة، يتمكن من اختراق مستوى المقاومة الأفقي، المعروف أيضًا باسم “خط العنق” للنمط، ويواصل التحرك صعودًا بقوة.

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

لتداول نمط القاع المزدوج بفعالية في أسواق الفوركس والعقود مقابل الفروقات، يجب الانتظار حتى يتم تأكيد الاختراق الصعودي لخط العنق. قبل فتح صفقة شراء على زوج العملات، أو العملة المشفرة، أو الأسهم، من الضروري التأكد من إغلاق شمعة سعرية واحدة على الأقل فوق خط العنق. يعتبر هذا الشرط بالغ الأهمية لتجنب الدخول في صفقات بناءً على إشارات اختراق غير مؤكدة أو كاذبة. بعد تأكيد الاختراق، يُنصح بوضع أمر إيقاف الخسارة (Stop Loss) أسفل خط العنق مباشرةً، مع تحديد مسافة مناسبة تتوافق مع حجم حساب التداول وتحمل المخاطر المقبول. أما بالنسبة للهدف الربحي (Take Profit)، فيمكن تقديره بقياس المسافة الرأسية بين مستوى الدعم الذي شكل القاع المزدوج وخط العنق الخاص بالنمط، ومن ثم تطبيق هذه المسافة كهدف سعري صعودي بعد الاختراق.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

في تداول الخيارات الرقمية، بمجرد حدوث الاختراق الصعودي لخط العنق وتجاوز السعر له، يمكن لمتداولي الخيارات الرقمية شراء عقد “أعلى” (Higher Option) على الفور. تكمن الميزة في الخيارات الرقمية في أن إشارة الدخول تظهر مباشرة بعد الاختراق الفعلي لخط العنق، مما يختلف عن تداول العقود مقابل الفروقات الذي يتطلب انتظار إغلاق الشمعة فوق خط العنق لتأكيد الإشارة.

القمة المزدوجة

يشبه نمط القمة المزدوجة في تكوينه نمط القاع المزدوج، إلا أنه يظهر في سياق الاتجاهات الصعودية، مشيرًا إلى احتمالية انعكاس الاتجاه وتحوله إلى اتجاه هبوطي. يبدأ تشكل النمط عندما يشكل السعر قمة سعرية أولى، ثم يتراجع هبوطًا إلى مستوى دعم محلي. بعد ذلك، يعاود السعر الصعود مرة أخرى ليشكل قمة سعرية ثانية، تكون متقاربة في المستوى مع القمة الأولى، أو قد تكون أدنى منها بقليل. وأخيرًا، يفشل السعر في تجاوز القمة المزدوجة، ويعود للهبوط مرة أخرى، ليختبر مستوى الدعم المحلي (المعروف باسم “خط العنق”)، وفي النهاية، يتم كسر خط العنق هبوطًا، مؤكدًا انعكاس الاتجاه وبداية الحركة الهبوطية.

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

بالنسبة للمتداولين في سوق العقود مقابل الفروقات، يُنصح بالتحلي بالصبر والانتظار حتى يتم تأكيد الاختراق الهبوطي لخط العنق بشكل كامل. قبل فتح صفقة بيع على زوج العملات، أو الأسهم، أو العملة المشفرة، من الأفضل انتظار إغلاق شمعة سعرية واحدة على الأقل أسفل خط العنق. يعتبر هذا التأكيد الشمعي ضروريًا لزيادة احتمالية نجاح الصفقة وتجنب الدخول المبكر في الاختراقات الكاذبة. بعد تأكيد الاختراق، يمكن وضع أمر إيقاف الخسارة (Stop Loss) فوق خط العنق مباشرةً، مع تحديد مسافة مناسبة لإدارة المخاطر تتناسب مع استراتيجية التداول وحجم الحساب. أما بالنسبة للهدف الربحي (Take Profit)، فيمكن تقدير المسافة المستهدفة للتحرك السعري الهبوطي بقياس المسافة الرأسية بين القمة المزدوجة وخط العنق، وتطبيق هذه المسافة كهدف ربحي هبوطي بعد الكسر.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

في تداول الخيارات الرقمية، يمكن لمتداولي الخيارات الرقمية شراء عقد “أقل” (Lower Option) مباشرةً بعد حدوث الاختراق الهبوطي لخط العنق وتجاوز السعر له. على غرار نمط القاع المزدوج، يتميز نمط القمة المزدوجة في الخيارات الرقمية بسهولة وسرعة التنفيذ. حيث لا يشترط انتظار إغلاق الشمعة لتأكيد الإشارة، بل يمكن شراء العقد مباشرةً عند حدوث الاختراق الفعلي لخط العنق، خاصةً إذا كان الاختراق مصحوبًا بزيادة ملحوظة في حجم التداول، مما يعزز قوة الإشارة.

نمط الماسة: نمط انعكاسي متعدد الاستخدامات

على عكس معظم الأنماط الرسومية الأخرى التي تم تناولها في هذا المقال، يتميز نمط الماسة بكونه نمطًا انعكاسيًا متعدد الاستخدامات، حيث يمكن أن يشير إلى انعكاس محتمل للاتجاه الصعودي أو الاتجاه الهبوطي، اعتمادًا على سياق ظهوره في السوق. يكمن الفرق الرئيسي في تفسير نمط الماسة في طبيعة حركة السعر السابقة لتشكل النمط. فإذا ظهر نمط الماسة بعد اتجاه هبوطي واضح، فإنه غالبًا ما يوفر إشارة شراء، مشيرًا إلى احتمالية انعكاس الاتجاه الهبوطي وتحوله إلى اتجاه صعودي. بينما في المقابل، إذا تشكل نمط الماسة بعد اتجاه صعودي، فإنه يميل إلى تقديم إشارة بيع، متوقعًا انعكاس الاتجاه الصعودي وبداية حركة هبوطية.

الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)

عندما يخترق السعر الحد العلوي لنمط الماسة ويتحرك صعودًا، يمكن للمتداولين فتح صفقات شراء على زوج العملات، أو العملة المشفرة، أو الأسهم، أو أي أصل مالي آخر. لإدارة المخاطر بشكل فعال، يُنصح بوضع أمر إيقاف الخسارة (Stop Loss) أسفل خط الاتجاه الهابط العلوي للنمط، أو أسفل الشمعة التي أكدت الاختراق الصعودي.

الخيارات الرقمية (Digital Options)

في تداول الخيارات الرقمية، تظهر إشارة شراء عقد “أعلى” (Higher Option) بشكل فوري ولحظي عند حدوث الاختراق الصعودي لنمط الماسة. لتعزيز احتمالية نجاح الصفقة، يُفضل التحقق من أحجام التداول في لحظة الاختراق، وشراء العقد مباشرةً عند ملاحظة زيادة في الزخم الصعودي المصاحب للاختراق.

توصيات أساسية للتداول الناجح باستخدام أنماط الرسوم البيانية

تُعد أنماط الرسوم البيانية من بين الاستراتيجيات الأساسية والأكثر استخدامًا بين المتداولين المحترفين في الأسواق المالية. وعلى الرغم من أن هذه الأنماط توفر إشارات تداول موثوقة وقيمة، إلا أن الالتزام بالتوصيات التالية يمكن أن يعزز بشكل كبير من فعالية التداول بها:

• توظيف المؤشرات الفنية للتأكيد: يمكن تعزيز دقة وموثوقية أنماط الرسوم البيانية من خلال استخدام المؤشرات الفنية كأدوات تأكيد إضافية. على سبيل المثال، يمكن لمؤشر القوة النسبية (RSI) أن يوفر تأكيدات قيمة عند تداول معظم التكوينات الانعكاسية، مما يزيد من احتمالية نجاح الصفقات.
• الانتظار لتأكيد الإشارة: عند تداول العقود مقابل الفروقات (CFDs)، من الضروري الالتزام بقاعدة انتظار إغلاق الشمعة السعرية فوق مستوى الاختراق أو أسفله قبل اتخاذ قرار الدخول في الصفقة. يساعد هذا الإجراء الاحترازي على تجنب الدخول المبكر بناءً على اختراقات وهمية أو غير مكتملة، مما يقلل من مخاطر الصفقات الخاسرة.
• تطبيق استراتيجيات إدارة المخاطر: تعتبر إدارة المخاطر جزءًا لا يتجزأ من التداول الناجح بأنماط الرسوم البيانية. يُنصح دائمًا بوضع أوامر إيقاف الخسارة (Stop Loss) بشكل استراتيجي لحماية رأس المال وتقليل الخسائر المحتملة في حالة انعكاس السوق بشكل غير متوقع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أوامر جني الأرباح (Take Profit) كأداة اختيارية لتحديد مستوى الربح المستهدف مسبقًا وإغلاق الصفقة تلقائيًا عند الوصول إلى هذا الهدف، مما يضمن تحقيق الأرباح المرجوة.
• مراقبة أحجام التداول: تزداد فعالية جميع الأنماط الرسومية المذكورة في هذا المقال بشكل ملحوظ عندما تكون مصحوبة بزيادة في أحجام التداول. لذلك، في كل مرة تظهر فيها إشارة تداول محتملة بناءً على نمط رسومي، يُنصح بالتحقق من الزخم السعري المصاحب وحجم التداول. تشير الأحجام المتزايدة إلى قوة الحركة السعرية وارتفاع احتمالية نجاح الإشارة.
• التحقق من موثوقية النمط: عند تحديد نمط رسومي على الرسم البياني، من الضروري مقارنته بالنموذج الكلاسيكي للنمط المرجعي لضمان دقة التفسير وتجنب الأخطاء. يساعد هذا الإجراء على التأكد من أن النمط المحدد يطابق الخصائص القياسية للنمط الكلاسيكي، مما يعزز من موثوقية الإشارة المتولدة.

الخاتمة

تُعد النماذج الرسومية، والمعروفة أيضًا باسم أنماط الرسوم البيانية، تكوينات سعرية قيمة تظهر على الرسوم البيانية للأسواق المالية، وتساعد المتداولين على توقع التحركات السعرية المستقبلية المحتملة. يستخدم المتداولون المحترفون هذه الأنماط كأدوات تحليلية قوية للحصول على رؤى متعمقة حول ديناميكيات السوق وكيفية تغير اتجاه السعر في ظل ظروف سوقية متنوعة. إن إتقان المعرفة الأساسية بالتكوينات الرسومية الرئيسية يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لكل متداول يسعى لتحقيق النجاح في الأسواق المالية، حيث تمكن هذه المعرفة المتداولين من اتخاذ قرارات تداول مستنيرة بشأن شراء أو بيع مختلف أنواع الأصول المالية في مواقف سوقية متنوعة.

الأسئلة الشائعة

ما هو أفضل نمط رسوم بيانية للتداول؟

تتميز جميع الأنماط الرسومية بأهميتها وفعاليتها النسبية، وتعتبر مفيدة في ظروف سوقية مختلفة. على سبيل المثال، عند ظهور نمط المثلث، يمكن للمتداول توقع تحرك السعر خارج أحد حدود المثلث، وبالتالي الاستعداد للاستفادة من الحركة السعرية في اتجاه الكسر.

ما مدى فعالية أنماط الرسوم البيانية؟

تعتبر أنماط الرسوم البيانية فعالة بشكل عام كأدوات تحليل فني. ومع ذلك، يجب على المتداولين دائمًا مراقبة هذه الأنماط في السياق العام للسوق، مع الأخذ في الاعتبار العوامل المؤثرة الأخرى. علاوة على ذلك، يجب أن يدرك المتداولون وجود احتمالية لحدوث اختراقات وهمية أو فشل بعض الأنماط في تحقيق السيناريو المتوقع، مما يستدعي إدارة المخاطر بحذر.

لماذا تفشل أنماط الرسوم البيانية في بعض الأحيان؟

تعتبر الأسواق المالية آليات معقدة وديناميكية، تتأثر بتقاطع قوى العرض والطلب وتفاعلات المشاركين في السوق. ونتيجة لذلك، لا يوجد ضمان قاطع بأن نمطًا رسوميًا معينًا سيعمل دائمًا كما هو متوقع. ومع ذلك، الخبر السار هو أن أنماط الرسوم البيانية تميل إلى تقديم إشارات تداول إيجابية وموثوقة في معظم الأوقات، مما يجعلها أدوات قيمة في ترسانة المتداول التحليلي.

ما هي أفضل الأطر الزمنية لاستخدام أنماط الرسوم البيانية؟

لتحقيق أفضل النتائج في تحليل وتداول أنماط الرسوم البيانية، يُفضل التركيز على الأطر الزمنية المتوسطة والطويلة الأجل، بدءًا من إطار 15 دقيقة فما فوق. إن استخدام أطر زمنية أقصر يزيد من احتمالية التعرض للتشويش والإشارات الخاطئة الناتجة عن ضوضاء السوق وتقلباته اللحظية، مما يقلل من موثوقية التحليل.