أنواع التحليل الأساسية في التداول
يستخدم المتداولون التحليل للتنبؤ باتجاه السعر المستقبلي وحتى العثور على نقاط الدخول. والفكرة هي فهم الاتجاه الحالي أو تغيراته قريبًا. وللتنبؤ بتقلبات الأسعار، يمكن للمتداولين إجراء بحث عن الأساسيات، وتطبيق أدوات مختلفة على الرسوم البيانية، وحتى مراقبة معنويات السوق الحالية.
يمكنك استخدام كل هذه الأنواع من التحليل بشكل منفصل أو حتى الجمع بينها في بعض النقاط لتعزيز بحثك والحصول على نتائج أفضل. في هذه المقالة، سنقدم لك أساسيات أكثر أنواع تحليل السوق شيوعًا ونقارن بينها. وإذا كنت مستعدًا للتداول، افتح حسابًا على منصة بينولا واشترِ عقودك الأولى.
التحليل الأساسي
جميع تقلبات الأصول مدفوعة بالعرض والطلب، والتي بدورها تتأثر بالأحداث المختلفة. عندما يتخذ المشاركون الرئيسيون في السوق قراراتهم، فإنهم ينظرون إلى الأساسيات للتنبؤ بما إذا كان سعر أداة مالية معينة سيرتفع أو ينخفض. ولذلك، إذا أجريت تحليلًا أساسيًا مناسبًا، يمكنك النظر في صميم تقلبات الأسعار وفهم السبب وراء ارتفاع أو انخفاض سعر سهم أو عملة معينة في الوقت الحالي.
ما الذي يجب النظر إليه عند استخدام التحليل الأساسي؟
الخبر السار هو أن هناك العديد من تقارير الاقتصاد الكلي وتقارير الشركات التي يمكنك استخدامها لمحاولة التنبؤ باتجاهات السوق المستقبلية. عندما تقوم بتداول العملات، يكون لديك ما يسمى بتقويم الاقتصاد الكلي في متناول يدك والذي يحتوي على مجموعات مختلفة من البيانات. تشمل الإصدارات الرئيسية ما يلي:
- اجتماعات البنك المركزي وقرارات أسعار الفائدة. تقرر البنوك المركزية السياسة النقدية، والتي بدورها لها تأثير قوي على العملات والأسهم والأصول الأخرى؛
- بيانات الناتج المحلي الإجمالي. يعتبر النمو الاقتصادي مهمًا عند تحليل معظم أنواع الأصول، فحتى السلع تعتمد في الغالب على مدى قوة اقتصاد معين؛
- مؤشرات مديري المشتريات. وهي مؤشرات متقدمة توضح مدى نشاط قطاعي الخدمات والتصنيع؛
- بيانات التضخم. يحدد معدل التضخم نمو الأسعار بمرور الوقت؛
- الميزان التجاري. هذا المؤشر مهم، خاصة بالنسبة للبلدان المعتمدة على التصدير؛
- بيانات سوق العمل، وغيرها.
والفكرة من استخدام هذا النوع من التحليل هي محاولة التنبؤ بكيفية تأثير بيانات الاقتصاد الكلي على قرارات السياسة النقدية المستقبلية للبنك المركزي. إذا كان البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة، فمن المرجح أن ترتفع العملة، بينما في أوقات خفض أسعار الفائدة، من المرجح أن تنخفض العملة المعتمدة على ذلك.
عندما يتعلق الأمر بالأسهم، قد يختلف الوضع حيث أن انخفاض أسعار الفائدة يعني المزيد من السيولة الرخيصة (قروض أرخص)، وهذا بدوره يعني أن المستثمرين قد يستخدمون هذه الأموال الإضافية لشراء الأسهم. هذا هو السبب في أنه في أوقات الأزمات الاقتصادية، تكون الأسهم في اتجاه صعودي، بينما في أوقات ارتفاع أسعار الفائدة، عندما تصبح السيولة أكثر تكلفة، تكون أسواق الأسهم في حالة تصحيح.
بصرف النظر عن بيانات الاقتصاد الكلي، وهو أمر مهم لتداول الأسهم، يستخدم المستثمرون تقارير الأرباح الرئيسية التي تصدرها الشركات بشكل مستمر كل ثلاثة أشهر. الفكرة هنا بسيطة للغاية. إذا كانت أرباح الشركة أفضل مما كانت عليه في الربع السابق، فإن أداء الشركة أفضل أيضًا، وهذا اختيار جيد للمستثمرين.
من ناحية أخرى، إذا حدث العكس (انخفاض أرباح الشركة)، يكون الأداء أسوأ ويبيع المستثمرون الأسهم.
أما بالنسبة للعملات الرقمية، فإنها تتأثر بشكل أساسي بالأساسيات الاقتصادية والأخبار المتعلقة بالصناعة. على سبيل المثال، في الأوقات التي تتبنى فيها الدول المختلفة العملات الرقمية على نطاق واسع، يرتفع الطلب، بينما عندما تحظر الحكومات العملات الرقمية أو تخطط لفعل شيء من هذا القبيل مع العملات الرقمية، ينخفض الطلب.
كيف يعمل الأمر؟
تخيل أنك ستتداول زوج اليورو/الدولار الأمريكي في الفوركس وتتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بينما من المرجح أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي صامتًا بل ويخطط لخفض أسعار الفائدة بسبب ضعف النمو الاقتصادي. من المرجح أن يبدأ اللاعبون الرئيسيون في شراء اليورو مقابل الدولار الأمريكي في هذه الحالة. يمكنك الانضمام إلى هذا الاتجاه وكسب المال عند تداول عقود الفروقات على الفوركس.
مثال آخر على كيفية عمل ذلك هو عندما تتوقع أن تُظهر AAPL أداءً أفضل خلال تقرير الأرباح الفصلية التالية. يمكنك شراء السهم والاحتفاظ به حتى صدور التقرير (أو حتى لفترة أطول إذا كنت مستثمرًا طويل الأجل). إذا أظهر إصدار الأرباح أداءً أفضل وارتفع السعر، يمكنك بيع السهم والاستفادة من فرق السعر أو ببساطة الاحتفاظ به لفترة أطول، متوقعًا استمرار الاتجاه الصعودي.
يمكن أيضًا التنبؤ باتجاهات العملات الرقمية المشفرة من خلال الأساسيات. والمثال الأخير للاتجاه الصعودي للريبل XRP هو أفضل انعكاس لكيفية عمل ذلك في العالم الحقيقي. في عام 2020، رفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى قضائية ضد شركة Ripple Labs لإصدارها أوراق مالية غير مسجلة بقيمة 1.3 مليار دولار. وبعد أن حققت الريبل فوزًا جزئيًا ضد هيئة الأوراق المالية والبورصات، ارتفع سعر الريبل XRP.
عندما تتداول باستخدام التحليل الأساسي، لن تجد نقاط دخول محددة. فإذا كنت تعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي، على سبيل المثال، سيرفع أسعار الفائدة أو يبقيها بينما من المرجح أن يقوم الآخرون بخفضها، فإنك ببساطة تشتري الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى وتحتفظ بصفقتك حتى يتغير الوضع.
التحليل التقني
على عكس التحليل الأساسي، فإن الدراسات الفنية تدّعي التنبؤ بتقلبات الأسعار حتى دون النظر إلى الأساسيات. فهم يستخدمون تحركات الأسعار الحالية والتاريخية للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.
على سبيل المثال، إذا نظرت إلى الرسم البياني أعلاه، سترى مؤشر المتوسط المتحرك الذي يتذبذب أسفل السعر أو أعلى منه. عندما يكون الخط المتحرك فوق السعر ويتجه للأسفل، يمكنك أن تفترض أن الاتجاه الهبوطي يتطور، بينما عندما يكون الخط أسفل السعر ويتجه لأعلى، فإن الاتجاه الصعودي هو المسيطر.
أحد المفاهيم الأساسية لهذا النوع من التحليل هو استخدام الأسعار التاريخية للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية. بصرف النظر عن مجرد تزويد المتداولين بمعلومات عن اتجاه حركة السعر الحالي أو المستقبلي، يتيح التحليل التقني للمتداولين العثور على نقاط الدخول. يستخدم المتداولون في السوق استراتيجيات مختلفة تعتمد على مؤشرات تقنية أو أدوات بيانية تساعدهم على الشراء أو البيع بمستوى أعلى من الدقة.
يوضح المثال أعلاه كيف يمكن للمتداولين استخدام أدوات الرسم البياني للتنبؤ بانعكاسات الأسعار، وبالتالي الدخول إلى السوق عندما يبلغ السعر ذروته من أجل جني الأموال والاتجاه الهبوطي في المستقبل. يمكنك أن ترى نمط الرسم البياني الكلاسيكي لنجم الشهاب الذي يخبرك أن السعر من المحتمل أن ينعكس إلى الأسفل. إذا حدث ذلك، يمكنك بيع زوج عملات أو شراء عقد أدنى إذا كنت تتداول مشتقات محددة الوقت. وينطبق الأمر نفسه على الأسهم والعملات الرقمية وجميع الأصول الأخرى.
ومن مزايا التحليل التقني أنه يمكن تطبيقه على أي نوع من أنواع الأوراق المالية. فأنت لست بحاجة إلى اختيار مؤشر معين أو أداة أخرى لتداول أصل معين مثل المتوسط المتحرك للأسهم، ومؤشر القوة النسبية للعملات، ومؤشر ATR للعملات المشفرة، وما إلى ذلك. فكلها قابلة للتطبيق على جميع أنواع الأصول. فمؤشر المتوسط المتحرك، على سبيل المثال، يمكن تطبيقه على الأسهم والعملات المشفرة والسلع وما إلى ذلك.
معنويات السوق
نوع آخر من التحليل الذي يمكنك استخدامه هو معنويات السوق. فالمتداولون والمستثمرون لديهم آراؤهم الخاصة حول تقلبات الأسعار المستقبلية. يمكنك استخدام مؤشرات مختلفة لمعرفة ما إذا كان السوق صاعدًا أم هابطًا في الوقت الحالي. سيسمح لك هذا الأمر بتحديد ما إذا كنت ستتداول مع الاتجاه أو ستحاول أن تتداول عكس اتجاه السوق إذا كان من المحتمل حدوث انعكاس.
مؤشرات معنويات السوق
على عكس المؤشرات التقنية التي تستند إلى حسابات الأسعار، فإن معنويات السوق هي نسبة المراكز في معظم الحالات. ومن خلال تطبيق مثل هذه المؤشرات، يمكنك الحصول على نظرة ثاقبة للمزاج السائد حاليًا في الأسواق المالية. إليك بعض المؤشرات الأكثر شيوعًا المتاحة للمتداولين في الوقت الحاضر:
- مؤشر BPI أو مؤشر النسبة المئوية الصاعدة. يعتمد هذا المؤشر على معنويات سوق الأسهم. إذا كان هناك 80% من الأنماط الصاعدة على الرسم البياني، فإن السوق يعتبر صعوديًا، بينما إذا كان عدد النسب المئوية الهبوطية يتجاوز بشدة هذه النسبة الصاعدة، فإن السوق يعتبر هبوطيًا؛
- مؤشر COT أو التزام المتداولين. يقدم سوق السلع مؤشرًا خاصًا به يُظهر الحالة المزاجية للمتداولين ويمكن استخدامه للتنبؤ بتقلبات الأسعار في المستقبل؛
- مؤشر How-Low. يقارن هذا المؤشر بين أعلى مستوى في 52 أسبوعًا وأدنى مستوى في 52 أسبوعًا. إذا كانت 30 شركة أو أكثر قريبة من أدنى مستوى لها في 52 أسبوعًا، فإن السوق يعتبر هابطًا، بينما إذا أمكن تطبيق الأمر نفسه على أعلى مستوى في 52 أسبوعًا، فإن السوق يعتبر صاعدًا؛
- مؤشر التذبذب VIX. يحظى مؤشر التذبذب أيضًا بشعبية كبيرة بين المتداولين الذين يستخدمون معنويات السوق. إلا أنه لا يخبرك بأي شيء عن اتجاهات السوق. يُظهر المؤشر التقلبات المقدرة لمدة 30 يومًا القادمة.
ما نوع التحليل الأفضل؟
كثيرًا ما يطرح العديد من المتداولين أسئلة حول نوع التحليل الذي يختارونه لتداولهم. والحقيقة أن جميعهم متساوون في الأهمية وكل شيء يعتمد على تفضيلاتك الخاصة. إذا كنت لا ترغب في دراسة التحليل الأساسي والاقتصاد، يمكنك تجنب استخدام هذا النوع والتركيز على تقلبات الأسعار. من ناحية أخرى، إذا كنت بارعًا في الاقتصاد وتشك في أهمية الأسعار التاريخية للتنبؤ بتقلبات الأسعار المستقبلية، يمكنك اختيار التحليل الأساسي.
بالنسبة لمتداولي الخيارات الرقمية، لا فائدة من التحليل الأساسي لأنهم يستخدمون العقود قصيرة الأجل. لذلك، يمكنهم التركيز على الطريقة التقنية في روتين تداولهم اليومي. يمكن لمتداولي عقود الفروقات على الفوركس والأسهم والعملات الرقمية الاختيار بين الاثنين معًا، بل ويمكنهم أيضًا اختيار تحليل المعنويات إذا كانوا يعتقدون أن هذا التحليل مناسب ويمكن تطبيقه على استراتيجياتهم.
عندما يتعلق الأمر بالعملات الرقمية، يمكنك تداول الأخبار بدلاً من استخدام التحليل الأساسي. تداول الأخبار يعني شراء عقد على إصدار بيانات أو حدث معين قبل أو بعد النشر مباشرة. عند تداول الأخبار، لا تقوم بأي بحث، بل تحاول تخمين الفرق بين الأرقام الحالية والتوقعات.
أحد أفضل الحلول لمتداولي عقود الفروقات على الفوركس والأسهم والعملات الرقمية هو الجمع بين جميع أنواع التحليل في استراتيجياتهم. فيمكنك، على سبيل المثال، أن تتنبأ برفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وبالتالي شراء الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى. ثم تتحول إلى مخطط معين وتجد نقاط دخول لشراء الدولار الأمريكي. بعد ذلك، يمكنك مراقبة معنويات السوق الحالية، بحثًا عن إشارات التقاء.
إذا أعطتك جميع الأنظمة الضوء الأخضر، يمكنك الشراء. وينطبق الأمر نفسه على أي نوع آخر من الأصول. الاستثناء الوحيد من هذه القاعدة هو عقد الخيار الرقمي، كما ذكرنا أعلاه، له فترات انتهاء صلاحية قصيرة الأجل، وبالتالي، لا فائدة من تطبيق التحليل الأساسي عليه.
الخلاصة
جميع أنواع تحليل السوق الثلاثة مهمة للغاية. واعتمادًا على استراتيجيتك، يمكنك استخدام أحدها أو حتى استخدام مزيج حكيم منها جميعًا لاتخاذ قرارات مبنية على البيانات. أيًا كان التحليل الذي تستخدمه، يجب ألا تنسى أبدًا إدارة الأموال والمخاطر بشكل صحيح، فكلاهما مفتاح التداول الناجح.
الأسئلة الشائعة
ما هو أفضل أنواع تحليل السوق؟
لا يوجد نوع أفضل أو نوع ذهبي من التحليل الذي يحقق لك نجاحًا فوريًا وبنسبة 100%. يمكنك محاولة استخدام كل من هذه الأساليب ومعرفة أي منها يناسبك بشكل أفضل.
ما أهمية تحليل السوق؟
يستخدم المتداولون المحترفون تحليل السوق للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وإيجاد نقاط الدخول. فبدون إجراء بحث مناسب، ستكون صفقاتك عشوائية، مما يعني أن فرصك في النجاح تقترب من الصفر بمرور الوقت.
ما هي أنواع تحليل السوق الأفضل للتداول اليومي وتداول الخيارات الرقمية؟
التحليل التقني هو الأفضل لتداول العقود قصيرة الأجل، بما في ذلك الخيارات الرقمية وعقود الفروقات في الفوركس والأسهم وحتى العملات الرقمية. يدرس التحليل الأساسي الاتجاهات طويلة الأجل. ولذلك، فهو لا ينطبق على تقلبات الأسعار على المدى القصير.
هل يمكنني استخدام الأخبار لتداول الخيارات الرقمية؟
نعم، يمكنك ذلك. تداول الأخبار هو استراتيجية تداول شائعة جدًا. والفرق بين تداول الأخبار والتحليل الأساسي هو أن الأخير يغطي الاتجاهات طويلة الأجل، بينما يتيح لك تداول الأخبار كسب المال من إصدار بيانات واحد دون أي تحليل على الإطلاق.
